google_protectAndRun("ads_core.google_render_ad", google_handleError, google_render_ad);
هل سيسترد منتظر حذاءه؟
اكرمكم الله
يا ترى هل فكر هذا الصحفي أو دار في خلده ان مداسه أي حذاءه سينال كل هذا الاهتمام عندما اشتراه وأنه سينال كل هذا الصيت والشهرة في جميع أنحاء العالم وتؤخذ له الصور ويبالغ في رفع سعره؟.
اشتهر حذاء منتظر مثلما اشتهر مداس (كما كان يسمى) أبي القاسم الطنبوري فقد كان الأخير رجلا من بغداد أيضا وكان له مداس لبسه لمدة سبع سنين مع أنه كان ميسور الحال. وكان كلما تقطع منه موضع جعل مكانه رقعة الى أن صار في غاية الثقل, وصار الناس يضربون به المثل. اتفق أنه دخل سوق الزجاج فقال له السمسار يا أبا القاسم قدم الينا اليوم تاجر من حلب ومعه زجاج مذهب قد كسد فاشتره منه وأنا أبيعه لك فتكسب به المثل مثلين فاشتراه بستين دينارا. ثم أنه دخل سوق العطارين فصادفه سمسار آخر وقال له يا أبا القاسم قد قدم الينا تاجر ومعه ماء ورد ولعجلة سفره يمكن أن تشتريه منه رخيصا وأنا أبيعه لك فتكسب به المثل مثلين. فمضى واشتراه أيضا بستين دينارا. وملأ به الزجاج المذهب وحمله ووضعه على رف في صدر بيته. ثم أنه دخل حمام المدينة يغتسل فنصحه أحد أصدقائه بتغيير مداسه فقال له: الحق معك فالسمع والطاعة. فخرج ولبس ثيابه ورأى بجانب مداسه مداسا آخر جديدا, فظن أن الرجل من كرمه اشتراه له فلبسه ومضى الى بيته, وكان ذلك المداس للقاضي فلما خرج بحث عنه ولم يجده ووجد مداس أبي القاسم الذي كان يضرب به المثل. فأرسل القاضي خدمه فهجموا عليه في بيته ووجدوا مداس القاضي لديه فأحضروه وضربه وحبسه مدة وغرمه بعض المال. فلما خرج من الحبس وهو غضبان على المداس أخذه ورماه في نهر دجله فأتى بعض الصيادين ورمى شبكته فطلع فيها المداس فعرفه وظن أنه وقع منه في النهر فأخذه اليه. ولكنه لم يجده فرماه من النافذة فسقط على الرف الذي فيه الزجاج فوقع وتكسر وتبدد ماء الورد فلما حضر ورأى ما حدث لطم وجهه وصاح وبكى وقال: وافقراه أفقرني هذا المداس الملعون. فقام ليلا ليحفر له حفرة في بيته يدفنه فيها ويتخلص منه، سمع جيرانه ذلك فظنوا أنه ينقب حائطهم فرفعوا الأمر للحاكم فأرسل اليه وحبسه وغرمه، ولما خرج حمل المداس معه وقال وهو مغتاظ منه: والله ما عدت أفارق هذا المداس ثم اه غسله وجعله على سطح بيته حتى يجف فرآه كلب فظنه عظم فحمله وعبر به الى سطح آخر فسقط من الكلب على رأس رجل فآلمه وجرحه جرحا بليغا فنظروا وفتشوا لمن المداس فعرفوا أنه لأبي القاسم فرفعوا الأمر الى الحاكم فألزمه بالعوض والقيام بلوازم المجروح مدة مرضه فنفذ عند ذلك جميع ما كان له من المال ولم يبق شيء ثم أن أبا القاسم أخذ المداس ومضى به الى القاضي وقال له: أريد من مولانا القاضي أن يكتب بيني وبين هذا المداس مبارأة شرعية على أنه ليس مني ولست منه وأن كلا منا بريء من صاحبه وأنه مهما يفعله هذا المداس لا أؤاخذ أنا به وأخبره بجميع ما جرى عليه منه فضحك القاضي ووصله ومضى.
السؤال ماذا سيفعل منتظر بحذائه اذا ما أعيد اليه؟