هذه الرواية ...
كانت بوابتي إلى مدائنِ ( جبران ) .. حيث اكتشفت معه أن الشعر لا يمكن
حصره بقصيدة و الألوان يمكن اختصارها بلوحة ..
لقد أخرجني جبران من فهمي البدائي للمعاني الأدبية ، و عمّقَ فيَّ ( رغم اعتراضي على كثيرٍ من معتقداته )
لن أتوغل في تفاصيل الرواية ... سأكتفي ببعض الحِكم ( الأبدية ) في معناها
.. و .. بنصيحتكم أن تتلقفوا عالم ساحر فيه ما فيه من الشعر و الفكر و
الطهارة و الحب و الوفاء ، حال وصولكم إلى هنا :
* للكآبةِ آيادٍ حريريةُ الملامسِ ، قوية ُالأعصابِ ، تقِبضُ على القلوب ، و تؤلمها بالوحدة .
* المرءُ إنْ لم تَحبلْ بهِ الكآبةُ ويتمخّضُ بهِ اليأسُ ، وتضعهُ المحبّة
في مهدِ الأحلامِ ، تظلُّ حياتُهُ كصفحةٍ خاليةٍ بيضاءَ في كتابِ الكيانِ .
* الجمالُ الحقيقيُّ هو أشعة ٌتنبعثُ من قُدسِ أقداسِ النّفوسِ ، و تُنيرُ
خارجَ الجّسدِ مثلما تنبثقُ الحياةُ من أعماقِ النّواة ،ِ و تُكسبُ
الزّهرة لوناً وعطراً .. هو تفاهمٌ كليٌّ بين الرجلِ والمرأةِ يتمُّ
بلحظةٍ ، و بلحظةٍ يُولد ذلكَ الميلُ المترفّعُ عن جميع الأميال .
ذلك الانعطافُ الروحيُّ ندعوه حُبّاً .
* المحبةُ هي الحريَّة الوحيدةُ في هذا العالمِ ، لأنّها ترفعُ النّفس إلى
مقامٍ سامٍ لا تبلُغهُ شرائِعُ البشرِ وتقاليدهم ، ولا تسودُ عليهِ
نواميسُ الطّبيعة و أحكامها .
* إنّ المرأةَ التي تمنحُها الآلهةُ جمالَ النّفسِ مشفوعاً بجمالِ الجّسد
، هي حقيقةٌ ظاهرةٌ غامضةٌ نفهمُها بالمحبَة ، و نلمِسُها بالطُهر ،
وعندما نُحاوِلُ وَصفَها بالكلامِ تَختفي عنْ بصائِرِنا وراءَ ضبابِ
الحيرةِ والالتباسِ .
* خرجتُ من ذلك المكانِ خروجَ آدمَ مِن الفردوسِ ولكنّ حواءَ هذا القلبِ
لم تكنْ بجانبي لتجعلَ العالمَ كُلَّهُ فردوساً .. خرجتُ شاعراً بأنَّ
تِلكَ الليلة التي وُلدتُ فيها ثانيةً هي الليلة التي لمحتُ فيها وَجهَ
الموتِ لأوّلِ مرّة .